[b]بيان حول ما اقترفَته حماس بحقّ الأبرار من جند الأنصار "للشيخ أبي بصير الطرطوسي"
________________________________________
بيان حول ما اقترفَته حماس بحقّ الأبرار من جند الأنصار
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد.
منذ أكثر من سنتين لم نتكلم كلمة نقدٍ واحدة تُسيء لحركة حماس الفلسطينية ـ رغم وقوعها في أخطاء جسام عديدة، ورغم مراجعة الإخوان لنا من داخل فلسطين ومن خارجها عن مواقف وسياسة حماس ـ مراعاة وتقديراً منا للظروف المحلية والإقليمية الحساسة المحيطة بقطاع غزة وبأهل غزة .. وكنا في كثير من الأحيان ـ حتَّى لا نشمّت بنا وبهم زنادقة السلطة الفلسطينية .. والصهاينة اليهود، ومن وراءهم طواغيت العرب ـ نؤثر الصمت .. ونتوسّع لهم في التأويل والأعذار .. فغرّ قادة حماس الحاليين منَّا ـ ومن إخواننا ممن هم على منهجنا ـ هذا الفقه .. وهذا الحلم .. وهذه الحكمة .. مما حملهم على التمادي وأن يقعوا في أخطاء قاتلة .. ويرتكبوا جرائم عدة بحق الشعب المسلم في غزة بعامة .. والمجاهدين السلفيين منهم بخاصة .. حيث كلما نبتت للمجاهدين المخلصين السلفيين نبتة ظهور ووجود .. وقوة .. تكفلوا بوأدها .. وقتلها .. في مهدها .. وتدمير المنازل عليهم وعلى من معهم من أطفالهم ونسائهم .. ابتداء بما فعلوه بشباب الإسلام والجهاد من جماعة " جيش الإسلام " .. وانتهاءً بما ارتكبوه بالأمس من مجزرة بشعة بحق المجاهدين السلفيين من جماعة " جند أنصار الله " وعلى رأسهم العالِم العامل المجاهد الشيخ " أبي النور المقدسي، عبد اللطيف موسى " رحمه الله تعالى ـ ومن استشهد معه من إخوانه المجاهدين ـ رحمة واسعة .. ورضي عنهم .. وأسكنهم فسيح جناته .. اللهم آمين.
حركة حماس فصيل من فصائل حزب الإخوان المسلمين ـ التي بدأت إسلامية وانتهت علمانية ديمقراطية وطنية ـ والإخوان المسلمون على اختلاف مواقعهم وتواجدهم ومسميات تجمعاتهم المحلية .. سواء منهم إخوان سوريا .. أو إخوان مصر .. أو الذين هم في العراق .. أو الصومال .. أو في فلسطين .. أو أفغانستان .. وغيرها من بقاع الأرض .. لهم سيرة واحدة مع أعداء الله، ومع أولياء الله: مع أعداء الله بكل أطيافهم ومسمياتهم وتجمعاتهم حتى الشيوعيين منهم .. رحماء ورفقاء .. يتحالفون معهم .. ويُقاسمونهم الحقوق والواجبات .. ويجالسونهم بقلوب مفتوحة .. وصدور أكثر انفتاحاً .. والاجتماعات والمؤتمرات واللقاءات فيما بينهم لا ولن تنتهي .. وهذا كله من قبيل تغليب الولاء الوطني على الولاء في الله ولله .. كما يزعمون!
بينما مع أولياء الله، وبخاصة منهم المجاهدين السلفيين .. شداد غلاظ .. صدورهم وعقولهم وأبوابهم مغلقة نحوهم .. يُحاربونهم بكل وسائل الخسة والغدر والخيانة والكذب .. ليشوهوا من صورتهم أمام الناس .. ولو ملكوا السلاح .. لا يترددون ساعة بتوجيه سلاحهم القذر نحو صدور المجاهدين الموحدين .. دون العدو .. كما فعلوا ولا يزالون يفعلون: في العراق .. وفي أفغانستان .. وفي الصومال .. وفي فلسطين!
قطاع غزة .. مليء بالفصائل العلمانية والشيوعية المسلحة .. وكثير منها لا تعترف لحماس بشرعيتها .. ومع ذلك حركة حماس تتعامل مع هذه الفاصئل المسلحة بكامل الرفق .. والود .. والانفتاح .. والتفاهم .. والمداهنة .. والمحاضنة والضحكات .. بينما " جند أنصار الله " بقيادة الشيخ العالم المجاهد أبي النور المقدسي ـ رحمه الله ـ ليس لها عند حماس إلا القتل والقتال .. وتدمير منازل المجاهدين على من فيها من المجاهدين وأبنائهم ونسائهم!
وهذه من أبرز خصال الخوارج الغلاة الأوائل والأواخر منهم .. كما وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم:" يقتلون أهل الإسلام، ويتركون أهل الأوثان ".
يرمون الآخرين بالتكفير وأنهم من الخوارج .. وهم ـ أي حركة الإخوان المسلمين بجميع فصائلها ـ من أكثر الناس تخلقاً بأخلاق الخوارج الغلاة الغلاظ!
كذَبَ " اسماعيل هنية " والكذب من مثله عيب مغلَّظ .. عندما قال في خطبة له وهو على المنبر، عن جماعة " جند أنصار الله " وشيخهم العالم المجاهد " عبد اللطيف موسى ": أنهم تكفيريون .. وأنهم يكفرون حماس .. والناس .. ولا أدل على هذا الكذب الصريح من خطبة الشيخ " عبد اللطيف موسى رحمه الله " يوم الجمعة التي قتلته أيادي الغدر والخيانة على إثرها مباشرة .. قال في خطبته مخاطباً حركة حماس:" لم نتعدَّ على أي عنصر من عناصر حماس؛ هم إخواننا قد بغوا علينا .. اللهم أقبل علينا بقلوب المخلصين من حماس ـ وكررها في خطبته ثلاثاً ـ اللهم اجعلهم سهاماً في كنانتنا ولا تجعلهم سهاماً في صدورنا .. لا تزال حركة حماس وحكومة حماس في فسحة وبحبوحة من أمرها ما لم تقترب من مسجد شيخ الإسلام ابن تيمية .. " ثم أثنى خيراً على الرنتيسي ـ رحمه الله ـ ومن قتل معه وفي زمانه من قيادات حماس .. وترحّم عليهم كثيراً .. والسؤال الكبير الذي يطرح نفسه .. ويكشف كذب وبهتان اسماعيل هنية ومن معه من قيادات حماس الحالية: أيكون من يقول مثل هذه الكلمات .. وفي آخر ساعة من حياته .. من التكفيريين والخوارج .. كما يزعم هنيَّة .. والإعلام المنافق الكاذب التابع له ولسياسة حزبه .. ألا قاتل الله الكذَب والكذّابين!
نحن نعلم لماذا " حماس " قتلت هذه المجموعة من أبطال ومجاهدي " جند أنصار الله " .. ونعلم لماذا لا تتردد ساعة في قتلهم وقتالهم .. وقتل وقتال كل مجاهد موحد سلفي .. يرفع راية التوحيد والجهاد .. بينما نراها تتردد ألف ساعة وساعة في توجيه طلقة نحو الصهاينة اليهود .. وبخاصة بعد أن كبلت نفسها ومن معها بطائفة من القيود والعهود والمواثيق الشيطانية .. التي لا تخدم إلا الغزاة المعتدين من الصهاينة اليهود ..!
لماذا ..؟!
أولاً: تنفيساً عن أحقادها الدفينة نحو كل ما هو سلفي وجهادي .. وكل ما يمت بصلة نحو هذا التيار المبارك .. وحتى لا يظهر على الساحة الإسلامية ند لهم .. يزاحمهم على القيادة والزعامة .. والتكلم باسم الإسلام!
ثانياً: سعياً في طلب مرضاة وود الشيعة الروافض وآياتهم في قم وطهران .. وبيروت .. لعلم إيران أن واحداً من السلفيين المجاهدين .. أخطر عليها وعلى مشروعها الرافضي التوسعي .. من الف حزب كحزب حماس أو الإخوان المسلمين .. البوابة التي تسرب منها التشيع والرفض إلى بلاد المسلمين .. وبخاصة منها فلسطين!
ثالثاً: سعياً في طلب مرضاة وود طغاة الحكم في البلاد العربية .. الذين يرون في هذه المجموعات الجهادية السلفية خطراً حقيقياً عليهم .. وعلى عروشهم .. وأنظمتهم الفاسدة الظالمة.
رابعاً: سعياً في طلب مرضاة وود المجتمع الدولي الصليبي .. الذي يحض .. ويشجع .. ويمول قتال وقتل مثل هذه المجموعات السلفية الجهادية .. بزعم محاربة الإرهاب .. كذبوا!
خامساً: تقديم خدمة مجانية للصهاينة اليهود .. حيث أن الصهاينة اليهود يعلمون أن الخطر الحقيقي عليهم الذي يتهددهم ويتهدد دولتهم .. يتمثل في هذه المجموعات الجهادية السلفية لو قويت شوكتها .. لذا فهي لا تتردد في أن تدفع الملايين من الدولارات مقابل قتل هؤلاء المجاهدين الموحدين .. لكن حماس تقدم هذه الخدمة للصهاينة اليهود بالمجان من دون مقابل .. إلا إذا كان هذا المقابل الحصول على اعتراف الصهاينة اليهود بهم كطرف يستحق أن يتفاوض معه .. وما أشد استشرافهم لهذا المقابل!