مبــروك للحمساويين: الغــرب الصليبي، فهم رسالتكم، ونظام ولاية الفقيه رضي عنكم!!
يقلم ..أحمد الظرافي
كعادتهم، لم يبدِ المراقبون الغربيون أدنى اهتمام، للأرواح التي أزهقت، وللدماء المسلمة الزكية الطاهرة التي سفكتها حركة حماس في رفح ظلما وعدوانا، وفي بيت من بيوت الله، هو جامع شيخ الإسلام بن تيمية في 23 شعبان 1430هـ الموافق 14أكتوبر 2009، ولكن هؤلاء المراقبين أبدو اهتماما شديدا بالرسالة التي وجهتها حركة حماس من خلال هذه المجزرة الدموية البشعة التي أرتكبتها بحق جماعة صغيرة هي جماعة جند أنصار الله السلفية، في عملية عسكرية أسفرت عن سقوط 24 قتيلا ، ونحو 130 جريحا،واعتبرها بعض المراقبين الغربيين، رسالة نوايا حسنة إلى إسرائيل والغرب عموما ، مفادها أن حركة حماس حركة إسلامية معتدلة ( بالمفهوم الغربي للاعتدال، الذي يجعل نظام الملك عبد الله الثاني في الأردن، ونظام حسني مبارك في مصر ، ونظام الملك عبد الله السعودي أنظمة معتدلة )، أي بعبارة أخرى أن حماس تتبنى فكر ( الإسلام ) الوسطي، وليس الفكر التكفيري الذي تلجأ إليه مثل هذه الجماعات السلفية، أو حركة طالبان الأفغانية، وهي من ثم – أي حركة حماس - طرف صالح للتعامل مع المجتمع الدولي ، وتتمتع بمرونة كافية تؤهلها لدخول مفاوضات السلام، وقال هؤلاء المراقبون: إن حركة " حماس" وجهت من خلال تصفية " جند أنصار الله " رسالة إلى الغرب بأن معادلة " حماس " " فتح " ، قد انتهت ، وأن المفاضلة يجب أن تكون الآن بين الإسلام " المعتدل " الذي تمثله حماس ، والإسلام المتطرف الذي تمثله جماعة جند أنصار الله ، وتنظيمات أخرى تبحث عن وكالة القاعدة مثل جيش الإسلام وجيش الأمة وسيوف لحق .. وأخيرا مجموعة جلجلت. وأشار هؤلاء المراقبون إلى أن قادة حماس يحرصون الآن على اعتبار أن حركتهم تسير على غرار أردوغان في تركيا، وليس طالبان في أفغانستان، ويعتبر المراقبون أن هذه الرسالة الحمساوية تؤكد أن حماس متمسكة بإمارتها في غزة، وعلى هذا الأساس فهي تطالب بمقعد مستقل في مفاوضات السلام مع إسرائيل مثلها مثل السلطة في رام الله. وذهب كثيرون بالقول إلى أن أحد أهداف حملة حماس العسكرية على جند أنصار الله، ليس فقط منعها من إقامة إمارتها الإسلامية، وإنما أيضا منعها – هي وبقية الجماعات السلفية في غزة – من تنفيذ عمليات ضد إسرائيل ، وذلك حفاظا على التزامات حماس في هذا الشأن، والتي على أساسها ، تم وقف الحرب الإسرائيلية على غزة. وتعد "غزوة البلاغ " أبرز العمليات العسكرية التي قام بها جند أنصار الله ضد الاحتلال الإسرائيلي في 8يزنيو2009 وهي العملية التي استهدفت موقعا عسكريا إسرائيليا قرب السياج الفاصل شرق قطاع غزة واستشهد خلالها ثلاثة من جماعة الأنصار التي استخدمت الجياد في هذا الهجوم. وأشار المراقبون الغربيون حسب معلومات توفرت لديهم إلى أن جماعة جند أنصار الله كانت تخطط لعملية كبرى ضد الإسرائيليين، تؤهلها وتثبت جدارتها للانضمام إلى تنظيم القاعدة، وكي تنال اعترافا علنيا من قبل الشيخ أسامة بن لادن على غرار الاعتراف الذي حصل عليه تنظيم الدعوة والجهاد الذي كان يقوده الشيخ أبو مصعب الزرقاوي في العراق..الأمر الذي ولد حالة من القلق لدى قيادة حماس في الداخل والخارج، وخصوصا قيادة حماس في الخارج، والتي أحرجتها تصريحات زعيم الجماعة الشيخ أبي النور المقدسي أمام حلفائها في دمشق وطهران، لتطبيق الشريعة الإسلامية، والذين حذروا قيادة حماس، من إمكانية تنامي قوة هذه الجماعة السلفية على حساب حركة حماس، لافتين النظر إلى جماعة الشباب المجاهدين في الصومال التي خرجت من تحت عباءة المحاكم الإسلامية، وتحولت في غضون فترة قصيرة إلى قوة ضاربة تسيطر على أجزاء واسعة من الصومال تفوق ما تسيطر عليه المحاكم رغم الدعم الدولي لها. ولذلك فقد ارتفعت الأصوات المطالبة بالقضاء على هذه الجماعة، للحيلولة دون خرق الهدنة مع إسرائيل، لتحافظ حماس على مصداقيتها ووفائها بوعودها..ولكي تثبت أنها رقما صعبا لا يمكن تجاهله في المفاوضات.. خاصة وأن هذه المجزرة كان قد سبقها بفترة وجيزة إعلان مسئولين في حماس عن استعداد حركتهم إلى الدخول في مفاوضات سلام.
ويرى محللون آخرون أن حركة حماس قد قامت بهذه المجزرة البشعة، في رفع كي تحرف الأنظار ، عن ما يدور من صراع على السلطة في إيران بعد الانتخابات الأخيرة، وهو الصراع الذي كان الشغل الشاغل لوسائل الإعلام العالمية والعربية ، وبصورة أزعجت آيات طهران وأظهرتهم على حقيقتهم أمام الأمة، ومن هنا فقد جاءت هذه العملية استجابة لإيحاءات إيرانية لقيادة حركة حماس، كي لا تظل وسائل الإعلام تدندن حول الشأن الداخلي الإيراني المتوتر طوال الوقت، ولم يكن ينقص حماس للتنفيذ سوى افتعال مشكلة مع أبي النور المقدسي وجماعتها تمهيدا لسحقهم وتوجيه أنظار وسائل الإعلام إلى رفح وغزة بدلا من قم وطهران وذلك ردا للجميل الذي في عنق حماس لنظام ولاية الفقيه نائب الإمام الغائب في طهران، بغض النظر عن ما ستئول إليه سمعة حركة حماس لدى المسلمين، لاسيما وأن ما حدث في رفح قد جاء متزامنا مع استفزازات الحوثيين للحكومة اليمنية في صعدة لتندلع بعدها الحرب السادسة بينهم وبين الحكومة اليمنية، وكل ذلك في خدمة إيران.
__________________
موضوع: مبــروك للحمساويين: الغــرب الصليبي، فهم رسالتكم، ونظام ولاية الفقيه رضي عنكم!! يقلم ..أحمد الظرافي 
الثلاثاء سبتمبر 01, 2009 11:30 am